جحا رجلٌ مهتم بأمور الدين وأمورِ الناس.. ومشغولٌ بفلسفته وعلمه لكن امرأة جحا دائماً تمثلُ الجانبَ الآخر.. فَهى امرأةُ جاهلةٌ..معاندةٌ.. صعبةُ القياد.. قويةٌ على جحا..
ولهذا كان جحا يخافُ زوجتَه .. ويخافُ صوتَها العالى.. وغضبَها.. وكان يتجنبُ النقاشَ معها.. ويفضلُ أن يتحمَّل أىَّ شىء.. ولا يقعُ تحت طائلةِ غضبِها وعنادِها.. ومواقفُ زَوجة جحا.. مواقفُ نادرةٌ أيضاً.. تحملُ كثيراً من الفكاهَةِ والحمق.. والثورةِ والغضبِ بلا سببٍ معقول..
وجحا.. تزوجَ كثِيراً.. تزوجَ الحمقاء.. وتزوجَ الحولاء.. وتزوج مرة ومرتين.. وتزوجَ القبيحَة.. والجميلة.. جرَّب الزواجَ بكل هذه النوعياتِ من النساء.. وله مع كل منهن تجاربهُ.. وحياتُه ومواقفه.. ويضيقُ جحا أحياناً بامرأتِه.. فيتمنى لها الموتَ.. ويفلسف ذلك بفلسفته الخاصَة..
إن نوادِرَ جحا مع زوجته كثيرة.. نختارُ منها هذه النوادر التى ترسمُ شخصيَة جحا.. ومواقفَه مع زوجتِه.. أو زوجاتِه..
أريد الإجـــابة
كان جحا حريصاً على تجنُّبِ غضبِ زوجته
ومرةً.. كان جالساً بالقربِ من زوجتِه.. فصرخْت فى وجهه قائلةً :
- ابتعدْ عنى ..!
فأسرع جحا إلى حذائِه.. ولبَسه.. ومشى مسافةً ساعتين..ثم جلس وحيداً بعد أن تعب من المشىْ.. يستعيذُ باللهِ من
الشيطانِ ومن امرأتِه.. ومرَّ به أحدُ أصدقائِه.. وسأله :
لماذا أنتَ هنا يا جُحا.. -
فردَّ جحا قائلاً :
اسمعْ يا صديقى.. إذا صادفتَ زوجتى.. فاسألْها.. أتريدُنى أن - أبتعدَ أكثر.. أم يكفى ما أنا بِه الآن !!
هى .. والطبيب
مرةً ..
شعرَتْ زوجةُ جحا بألمٍ شديد فِى مِعدَتها.. فأخذت تصرخُ.. وتطلُب من جحا أن يسرع إلَى الطبيب..
أسرع جحا..ولبِس ثيابَه.. وخرجَ من البيت.. وما أن ابتعد خطوات.. حتى أطلَّت امرأتُه من النافذةِ وقالت له :
- عُدْ يا جحا.. فقد زالَ الألم.. ولا داعى لإحضارِ الطبيب..
لم يستمعْ جُحا إلى صياحِ زوجتِه..وصمَّمَ أن يذهَب إلى الطبيب.. فلما وصَل إليه قال له :
- لقد شكَتْ امرأتِى ألماَ شديداً فى معدَتِها.. وصرخَت بى لكى أُحضِرك فوراً.. لكنها أطَلَّتَ من النافذة وقالت لى :
- عُدْ يا جحا.. فقد زالَ الألم.. ولا داعى لإحضارِ الطبيب..